على متن قطار تخوض رحلتك التي بدأتها مطلع هذا العام نحو اكتشاف الذات وتنميتها، ينادي المضيف: المحطة التالية هي ”التشافي“، تنظر إلى مخطط الرحلة الذي تحمله في جيبك ويبدو أنها محطتك المرجوّة.
تحمل أمتعتك بصعوبة وتنزل.. تنوي البقاء في هذه المحطة ٣١ يوماً، يُشار إليك بالمكوث في نُزل قريبٍ منها.. تدخل المكان وقد أجهدتك الأمتعة الثقيلة، لتواجهك لافتة كبيرة مسطّرٌ فيها قوانين الإقامة للنزلاء:
(أهلاً بك ضيفنا العزيز، عليك أن تعلم أنك لست وحدك في هذه التجربة، إنّ كل من يقطن في هذا المكان يخوض معك هذه الرحلة، هوّن عليك، استرح وألقي عنك كل ما تحمله.. نرجو منك وبكل وعي أن تفتّش في أمتعتك.. فقد تتفاجىء من فوضوية الأشياء التي حملتها معك طوال رحلتك في الحياة. صدمات من الماضي، قناعات سلبية، مشاعر مظلمة لطالما سلبتك قوتك واستنزفت طاقتك دون علمك .. وأبطأت إن لم تعرقل وصولك لإحتمالك الأفضل. ضيفنا العزيز أطلِق معنا نية التشافي لهذا الشهر، لنجعل شهر مارس المحطة التي نسمح فيها برحيل كل هذه الأحمال التي لم تعد تخدمنا ولا تصلح للهوية الجديدة.. نستبدل القناعات السلبية بأخرى إيجابية تقّربنا لحقيقتنا .. ونسامح الماضي ونتصالح معه.. لندرك الرسائل الحكيمة خلف كل ما مررنا به.. نترك كل ما لم يعد يخدمنا هنا.. وننطلق بكل خفّة وحرية للمحطة التالية. لنتخلى كي نسمح للأجمل أن يتجلى .. ولا تنسى التوكيدة التي ترددها طوال فترة إقامتك هنا: "الحياة حكيمة وأنا أفهم رسائلها" .. حللت أهلاً ونزلت سهلاً)